بقلم: د. ذوقان عبيدات
تفاعل عدد من " الجامعيين" مع مقالتي السابقة حول: "الا ئتلاف والاختلاف" بين الجامعة والمجتمع، وتنوعت ردود الفعل؛ فرئيس إحدى الجامعات عبّر عن أهمية التفاعل بين الجامعة والمجتمع، وخاصة في تطوير التعليم، وعبّر عن تمنياته بأن تكون وزارة التربية راغبة في أن تهتم الجامعة، وتفتح أبوابها لمختصيها وفي مقدمتهم التربويون؛ وهذا ليس دفاعًا عن الوزارة، التي غالبًا ما كانت تملأ لجانها بأساتذة الجامعات، سواء في مجالسها، أم في لجان تأليف الكتب، حيث لم يحدثوا فرقًا، بل إن أبرز "عالِمَين" من الجامعة فشلا في تعريف الأردني أو الهوية الأردنية وجذورها، فكانت تطلعاتهما غير مدرسية، ولا تربوية بل بما سينفعهما في مستقبلهما السياسي ولو على حساب بدهيات!
ليس المطلوب أن تتقدم الوزارة بالطلب من أساتذة الجامعات في التدخل بقضايا الرأي العام، لكن ما الذي يمنع أستاذًا في كليات التربية من المساهمة عبر الإعلام على الأقل، أو عبر تقديم حلول من باب التطوع!
أغلب الظن أنهم يخافون من عقوبات رسمية، أو ربما لديهم عجز معرفي!
( 1 )
من غير كليات التربية!
ومن ردود الفعل ما أبداه جامعيون "من غير ذوي التربية" من عتب حيث كان لهم إسهام كبير في مجالاتهم، وعلينا الاعتراف بنموذجين اثنين:
-نموذج منى هندية الأستاذة في جامعة خاصة، حيث فرضت اسمها بحروف من "حقيقة" على كل زوايا البيئة والمياه، وصارت مرجعًا أولّا في المجتمع.
- ونموذج جمال الشلبي الذي أصبح "دويريّا" في مجال التحليل السياسي في كل مكان!
فالمسألة هي غياب كليات التربية بأعضائها كافة، فليس هناك هندية تربوية واحدة، أو شلبي تربوي واحد!
إنه عجز؟ أو ربما ضعف اهتمام؟ أو ربما هناك غياب تربوي شامل بالرغم من توالي الأزمات التربوية الحادة!
أساتذتنا في الجامعات، هناك عشرات الأزمات التي تحولت إلى مشكلات من دون أن تبذلوا إسهامًا!
(2)
كليات التربية: بين المرجئة والمعتزلة!
كان بُعد كليات التربية عن التفاعل مع قضايا التربية، أشبه بدَور المرجئة والمعتزلة!
فالمرجئة قالوا: جئناكم، وأنتم مختلفون، ولن نتدخل في شؤونكم!ًلذلك نرجىء أمركم إلى الله!
أما المعتزلة، فقالوا:
نحن لا نتدخل، ولا نحكم، ولذلك نعتزل نقاشكم، ونضع الطرفين بين الصواب والخطأ، أو في منزلة بين المنزلتين!
هذا ما أخذوه من المعتزلة، ولم يأخذوا موقفهم من العدل، أو حتى نهيهم عن المنكر، أو أمرهم بالمعروف!
فهمت علي جنابك؟!